في تقرير مثير للقلق، زعمت دراسة جديدة أجرتها مجموعات سلامة الأطفال وباحثون في الأمن السيبراني أن أدوات إنستغرام المصممة لحماية المراهقين من المحتوى الضار تفشل بشكل كبير في منعهم من رؤية منشورات الانتحار وإيذاء النفس. كما اتهمت الدراسة المنصة بتشجيع الأطفال على نشر محتوى يتلقى تعليقات جنسية من البالغين، مما يجدد الضغوط على شركة ميتا لتحسين إجراءات السلامة.
محتويات المقالة:
- مقدمة: فجوة مقلقة بين الوعود والواقع
- نتائج الدراسة: 30 من أصل 47 أداة «غير فعالة»
- تشجيع على المحتوى الجنسي وتعليقات البالغين
- رد ميتا: «التقرير يسيء تمثيل جهودنا»
- دور مؤسسة مولي روز وقضية مولي راسل
- هل حسابات المراهقين مجرد «حيلة علاقات عامة»؟
- الضغط القانوني: قانون السلامة على الإنترنت
- الخاتمة: معركة مستمرة من أجل سلامة الأطفال على الإنترنت
- أسئلة شائعة
مقدمة: فجوة مقلقة بين الوعود والواقع
في عام 2024، قدمت شركة ميتا ميزة «حسابات المراهقين» على إنستغرام، واعدة بتوفير حماية أفضل للشباب والمزيد من الإشراف الأبوي. لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هذه الإجراءات قد لا تكون فعالة كما هو معلن، مما يترك المراهقين عرضة لمحتوى خطير يمكن أن يكون له عواقب وخيمة.
نتائج الدراسة: 30 من أصل 47 أداة «غير فعالة»
أجرى الاختبار مركز الأبحاث الأمريكي «الأمن السيبراني من أجل الديمقراطية»، بالتعاون مع خبراء من بينهم المبلغ عن المخالفات أرتورو بيجار ومؤسسة مولي روز. وجد الاختبار، الذي شمل إنشاء حسابات مزيفة للمراهقين، أن 30 من أصل 47 أداة سلامة للمراهقين على إنستغرام كانت «غير فعالة إلى حد كبير أو لم تعد موجودة». ووجد الباحثون أن ثماني أدوات فقط من أصل 47 تم تحليلها كانت تعمل بفعالية، مما يعني أنه يتم عرض محتوى للمراهقين يخالف قواعد إنستغرام الخاصة.
تشجيع على المحتوى الجنسي وتعليقات البالغين
لم يقتصر الأمر على محتوى إيذاء النفس. زعم الباحثون أن خوارزمية إنستغرام «تحفز الأطفال دون سن 13 عاماً على أداء سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر من أجل الإعجابات والمشاهدات»، و«تشجعهم على نشر محتوى يتلقى تعليقات جنسية من البالغين». في أحد مقاطع الفيديو التي شاركها الباحثون، تسأل فتاة صغيرة المستخدمين تقييم جاذبيتها. كما وجدت الدراسة أن مستخدمي حسابات المراهقين يمكنهم إرسال «رسائل مسيئة وكارهة للنساء لبعضهم البعض» ويتم اقتراح حسابات للبالغين لمتابعتها.
رد ميتا: «التقرير يسيء تمثيل جهودنا»
اعترضت ميتا بشدة على البحث ونتائجه. وقال متحدث باسم ميتا لبي بي سي: «هذا التقرير يسيء مراراً وتكراراً تمثيل جهودنا لتمكين الآباء وحماية المراهقين، ويخطئ في ذكر كيفية عمل أدوات السلامة لدينا وكيف يستخدمها ملايين الآباء والمراهقين اليوم». وأضافت الشركة أن المراهقين الذين تم وضعهم في هذه الحماية رأوا محتوى حساساً أقل، وتعرضوا لاتصال غير مرغوب فيه أقل، وقضوا وقتاً أقل على إنستغرام في الليل.
دور مؤسسة مولي روز وقضية مولي راسل
تشارك في الدراسة مؤسسة مولي روز، التي تناضل من أجل قوانين سلامة أقوى على الإنترنت في المملكة المتحدة. تم إنشاء المؤسسة بعد وفاة مولي راسل، التي انتحرت في سن 14 عاماً في عام 2017. في تحقيق أجري عام 2022، خلص الطبيب الشرعي إلى أنها ماتت وهي تعاني من «الآثار السلبية للمحتوى عبر الإنترنت». قال آندي بوروز، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: «هذه الإخفاقات تشير إلى ثقافة مؤسسية في ميتا تضع التفاعل والأرباح قبل السلامة».
هل حسابات المراهقين مجرد «حيلة علاقات عامة»؟
قال بوروز إن النتائج تشير إلى أن حسابات المراهقين في ميتا كانت «حيلة أدائية مدفوعة بالعلاقات العامة بدلاً من محاولة واضحة ومتضافرة لإصلاح مخاطر السلامة طويلة الأمد على إنستغرام». يرى النقاد أن العديد من ميزات السلامة التي تعلن عنها شركات التواصل الاجتماعي مصممة لتهدئة الرأي العام والمنظمين أكثر من كونها مصممة لتوفير حماية حقيقية وفعالة.
الضغط القانوني: قانون السلامة على الإنترنت
تواجه شركات التكنولوجيا ضغوطاً متزايدة من الحكومات. بموجب قانون السلامة على الإنترنت في المملكة المتحدة، أصبحت المنصات الآن ملزمة قانونياً بحماية الشباب من المحتوى الضار، بما في ذلك المواد التي تروج لإيذاء النفس أو الانتحار. وقال متحدث باسم الحكومة لبي بي سي إن شركات التكنولوجيا «لم يعد بإمكانها غض الطرف».
الخاتمة: معركة مستمرة من أجل سلامة الأطفال على الإنترنت
تسلط هذه الدراسة، بغض النظر عن اعتراضات ميتا، الضوء على التحدي المستمر والمعقد لحماية الشباب في العصر الرقمي. إنها تظهر أن الإعلانات عن ميزات السلامة الجديدة ليست كافية، وأن التدقيق المستقل والضغط العام والتنظيم الحكومي كلها عناصر ضرورية لضمان أن تفي شركات التكنولوجيا بمسؤولياتها تجاه مستخدميها الأصغر سناً والأكثر ضعفاً.
أسئلة شائعة
س1: ما هي «حسابات المراهقين» على إنستغرام؟
ج1: هي حسابات للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً تأتي مع إعدادات افتراضية أكثر صرامة، مثل جعل الحساب خاصاً، وتقييد من يمكنه إرسال الرسائل إليهم، وتصفية المحتوى الحساس.
س2: كيف تمكن الباحثون من اختبار هذه الميزات؟
ج2: قاموا بإنشاء حسابات جديدة على إنستغرام، وحددوا عمر المستخدم ليكون في سن المراهقة، ثم تفاعلوا مع المنصة بطرق مختلفة لمراقبة المحتوى الذي يتم عرضه لهم والاقتراحات التي تقدمها الخوارزمية.
س3: ما الذي يمكن للآباء فعله لحماية أطفالهم؟
ج3: يمكن للآباء استخدام أدوات الرقابة الأبوية التي توفرها المنصات، ولكن الأهم هو الحفاظ على حوار مفتوح مع أطفالهم حول تجاربهم عبر الإنترنت، وتثقيفهم حول المخاطر، وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي محتوى يجعلهم غير مرتاحين.