بازينجا

إصلاح محتوى الذكاء الاصطناعي

وظيفة جديدة في عصر الأتمتة: البشر يُوظفون الآن لتنظيف “فوضى” الذكاء الاصطناعي

Written by

Picture of فريقنا

فريقنا

Communications Consultant

على عكس المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الوظائف الإبداعية، ظهرت فئة جديدة من العمل: "مُصلح محتوى الذكاء الاصطناعي". يتم الآن توظيف مصممين وكتاب ومطورين لإصلاح الأخطاء وإضافة اللمسة الإنسانية التي تفتقر إليها المخرجات الآلية، في مفارقة تسلط الضوء على حدود التكنولوجيا الحالية.

على عكس المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الوظائف الإبداعية، ظهرت فئة جديدة من العمل: “مُصلح محتوى الذكاء الاصطناعي”. يتم الآن توظيف مصممين وكتاب ومطورين لإصلاح الأخطاء وإضافة اللمسة الإنسانية التي تفتقر إليها المخرجات الآلية، في مفارقة تسلط الضوء على حدود التكنولوجيا الحالية.

محتويات المقالة:

مقدمة: مفارقة ثورة الذكاء الاصطناعي

كان من المفترض أن تكون التكنولوجيا التي ستجعل المصممين والكتاب والمبرمجين بلا عمل. لكن في واحدة من أكبر مفارقات العصر الرقمي، أصبحت نفس هذه التكنولوجيا هي التي تبقي الكثير منهم مشغولين الآن. فمع انتشار المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ظهرت مشكلة كبيرة: غالبًا ما يكون هذا المحتوى مليئًا بالأخطاء، أو يفتقر إلى الإبداع، أو ببساطة “غريب”. ونتيجة لذلك، نشأت فئة جديدة تمامًا من الوظائف المستقلة، حيث يتم توظيف البشر خصيصًا لإصلاح ما يفسده الذكاء الاصطناعي.

فئة عمل جديدة: منظفو “الفوضى الرقمية”

يمكن الآن لأي شخص كتابة منشور مدونة أو إنتاج رسم أو برمجة تطبيق ببضعة أوامر نصية. لكن نادرًا ما يكون المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي منتجًا نهائيًا مرضيًا. هذه الفجوة بين الوعد والواقع هي التي خلقت سوقًا جديدًا. يتلقى المستقلون الآن طلبات “لإضفاء الطابع الإنساني” على كتابات ChatGPT، أو “إصلاح” الصور المشوهة التي أنشأها Midjourney، أو “تنقيح” الأكواد البرمجية المليئة بالأخطاء التي كتبها مساعدو البرمجة.

حالة المصممين: من الإبداع إلى الترميم

تقضي المصممة المستقلة ليزا كارستنز جزءًا كبيرًا من يومها في العمل مع الشركات الناشئة التي تحاول إصلاح شعاراتها التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. غالبًا ما تكون الرسوم التوضيحية التي تصلها مليئة بالخطوط غير النظيفة والنصوص التي لا معنى لها، وتتحول إلى فوضى من البكسلات عند تكبيرها. تقول كارستنز: «في بعض الأحيان، يتطلب الأمر إعادة رسم الشعار بالكامل من الصفر مع الحفاظ على الفكرة الأصلية للذكاء الاصطناعي، وهو ما يستغرق وقتًا أطول مما لو كنت قد صممته بنفسي من البداية».

حالة الكُتاب: إضافة الروح إلى النصوص الآلية

تقول الكاتبة المستقلة كيشا ريتشاردسون إن نصف وظائفها في الوقت الحاضر تأتي من عملاء يوظفونها لتعديل أو إعادة كتابة مقالاتهم التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي «لا تبدو بشرية على الإطلاق». تشمل العيوب الشائعة الاستخدام المفرط لبعض الكلمات مثل «الشروع في» و«الغوص العميق»، بالإضافة إلى الاستجابات العامة التي لا تجيب على الأسئلة بشكل شامل. تقول ريتشاردسون إن إعادة كتابة مقال يتطلب منها إجراء بحثها الخاص، تمامًا كما لو كانت تكتبه من الصفر.

حالة المطورين: إصلاح “الكود السيئ”

يمتد هذا الاتجاه إلى المجالات التقنية أيضًا. يقول مطور الويب والتطبيقات هارش كومار إن العملاء غالبًا ما يأتون إليه بمواقع أو تطبيقات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولكنها غير مستقرة أو غير قابلة للاستخدام تمامًا. شملت مشاريعه إصلاح روبوت دردشة للدعم الفني كان يقدم إجابات غير دقيقة ويسرب تفاصيل حساسة، وإعادة بناء نظام توصية بالمحتوى كان يتعطل باستمرار. يقول كومار: «قد يزيد الذكاء الاصطناعي من الإنتاجية، لكنه لا يمكن أن يحل محل البشر بالكامل».

مشكلة الأجور: عمل أكثر مقابل مال أقل؟

على الرغم من أن هذا العمل الجديد يوفر مصدر دخل، إلا أن العديد من المستقلين يقولون إنه يميل إلى أن يكون أقل أجرًا من المهام التقليدية. غالبًا ما يفترض العملاء أن “إصلاح” عمل الذكاء الاصطناعي هو مهمة أقل تطلبًا، وبالتالي يعرضون أجرًا أقل. لكن الحقيقة، كما تقول ريتشاردسون، هي أن «جعل الذكاء الاصطناعي يبدو بشريًا يمكن أن يتطلب نفس القدر من التفكير والإبداع الذي يتطلبه كتابة المقال بأكمله بنفسي».

تشير البيانات من منصات العمل الحر مثل Upwork وFiverr إلى أن الطلب على العمل الإبداعي الذي يتطلب لمسة بشرية قد ارتفع هذا العام. يبحث العملاء بشكل متزايد عن بشر يمكنهم العمل جنبًا إلى جنب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي دون الاعتماد عليها بشكل كامل. يقول مات باري، الرئيس التنفيذي لشركة Freelancer: «يعرف السوق متى يتم إنتاج شيء ما بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهناك رد فعل سلبي فوري تجاهه». هذا هو السبب في أن العلامات التجارية التي يتم ضبطها وهي تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط غالبًا ما تواجه ردود فعل عنيفة من المستهلكين.

خاتمة: المستقبل هو التعاون، وليس الإحلال

تكشف ظاهرة توظيف البشر لإصلاح أخطاء الذكاء الاصطناعي عن حقيقة مهمة: نحن لا نزال بعيدين عن الأتمتة الكاملة للعمل الإبداعي. الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية، لكنه يفتقر إلى السياق والفهم الدقيق واللمسة الإنسانية التي تجعل العمل جيدًا حقًا. بدلاً من القضاء على الوظائف، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيلها، مما يخلق حاجة جديدة للمهارات البشرية في الإشراف والتنقيح والإبداع. المستقبل لا يبدو أنه “الذكاء الاصطناعي مقابل البشر”، بل “الذكاء الاصطناعي مع البشر”.

أسئلة شائعة (FAQs)

1. ما هي أنواع الوظائف الجديدة التي يخلقها الذكاء الاصطناعي؟
وظائف تتضمن تحرير وتنقيح وإصلاح المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التصميم الجرافيكي والكتابة والبرمجة.

2. لماذا لا يكون المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي جيدًا بما فيه الكفاية؟
لأنه غالبًا ما يكون عامًا، ويحتوي على أخطاء واقعية أو فنية (مثل أيدي مشوهة في الصور)، ويفتقر إلى الأصالة والإبداع واللمسة الإنسانية.

3. هل هذه الوظائف الجديدة تدفع أجورًا جيدة؟
غالبًا لا. يميل العملاء إلى التقليل من قيمة العمل المطلوب لإصلاح مخرجات الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى انخفاض الأجور مقارنة بالمشاريع الأصلية.

4. هل هذا يعني أن وظيفتي الإبداعية آمنة من الذكاء الاصطناعي؟
قد لا تكون آمنة من التغيير، ولكن هذه الظاهرة تظهر أن المهارات البشرية مثل التفكير النقدي والإبداع والإشراف لا تزال ذات قيمة عالية ولا يمكن استبدالها بسهولة.

شارك هذا الموضوع:

شارك هذا الموضوع:

اترك رد

اترك رد

المنشورات الأخيرة

اكتشاف المزيد من بازينجا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading