بازينجا

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل

وظيفتك في خطر: كيف يغير الذكاء الاصطناعي سوق العمل للخريجين الجدد؟

Written by

Picture of فريقنا

فريقنا

Communications Consultant

اتبع كل القواعد، وحصل على الشهادة الصحيحة، وتعلم المهارة المطلوبة، لكن سوق العمل الذي وُعد به لم يعد موجودًا. هذه هي قصة كولتون ماسي والآلاف من الخريجين الجدد في مجالات مثل علوم الكمبيوتر، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي في تغيير قواعد اللعبة بشكل أسرع مما توقعه أي شخص.

اتبع كل القواعد، وحصل على الشهادة الصحيحة، وتعلم المهارة المطلوبة، لكن سوق العمل الذي وُعد به لم يعد موجودًا. هذه هي قصة كولتون ماسي والآلاف من الخريجين الجدد في مجالات مثل علوم الكمبيوتر، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي في تغيير قواعد اللعبة بشكل أسرع مما توقعه أي شخص.

محتويات المقالة:

مقدمة: عندما تتبع التعليمات وتتغير اللعبة

كانت النصيحة واضحة وصريحة لجيل كامل: تعلم البرمجة. قيل لهم إنها تذكرة ذهبية لوظيفة مستقرة وذات أجر مرتفع. لكن كولتون ماسي، البالغ من العمر 23 عامًا، اكتشف أن القواعد قد تغيرت. تخرج في يونيو الماضي من تخصص هندسة البرمجيات ليجد نفسه في واحد من أسوأ أسواق العمل التاريخية لوظائف علوم الكمبيوتر للمبتدئين. قصته هي نافذة على التغيير العميق الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي في سوق العمل، خاصة بالنسبة لأولئك الذين هم على وشك البدء.

قصة كولتون: “لقد فعلت كل شيء بشكل صحيح”

خطط كولتون ماسي لمستقبله بعناية لتجنب المصير الذي واجهه جيل الألفية بعد الركود العظيم. التحق بجامعة دريكسل، المعروفة بتركيزها على الخبرة العملية، وتخصص في هندسة البرمجيات. لكن بعد تخرجه، قدم طلبات لحوالي 100 وظيفة، ولم يتلق عرضًا لإجراء مقابلة واحدة. يقول كولتون: «الأمر يشبه أنك تفعل كل شيء بشكل صحيح. تتبع التعليمات، لكن المجال يتغير. لا يوجد شيء يمكنك القيام به حيال ذلك».

سوق العمل “العالق” للوظائف المكتبية

حالة ماسي أصبحت شائعة بشكل متزايد. تقول ليندسي إليس، مراسلة صحيفة “وول ستريت جورنال”: «أسمع عن الكثير من الرفض من الباحثين عن عمل. السوق يبدو عالقًا لكثير من الناس». وعلى الرغم من أن معدل البطالة العام منخفض، إلا أن الصورة أكثر تعقيدًا عند النظر إلى التفاصيل. يستغرق الأمريكيون العاطلون عن العمل الآن 24 أسبوعًا في المتوسط للعثور على وظيفة، وهو ما يقرب من شهر أطول من العام السابق.

هل الذكاء الاصطناعي هو السبب الوحيد؟

الذكاء الاصطناعي هو عامل رئيسي، لكنه طبقة إضافية فوق عوامل أخرى أدت إلى تباطؤ سوق الوظائف المكتبية منذ أواخر عام 2022. وتشمل هذه العوامل تسريح العمال في قطاع التكنولوجيا، والتضخم، والصراعات الجيوسياسية، وعدم اليقين الاقتصادي. كل هذا جعل مديري التوظيف يترددون في إضافة موظفين جدد. ثم جاء الذكاء الاصطناعي ليغير المعادلة تمامًا. يقول جيمس هورنيك، من شركة توظيف في شيكاغو، إن العملاء توقفوا تمامًا تقريبًا عن طلب موظفين مبتدئين، لأن عملهم أصبح «هدفًا سهلاً للذكاء الاصطناعي».

سباق التسلح الآلي: كيف تغيرت عملية التقديم للوظائف

لقد تحولت عملية التقديم للوظائف إلى ما يمكن وصفه بـ«سباق تسلح بين الروبوتات». يشعر المتقدمون بالإحباط من برامج التوظيف الآلية التي تفحص سيرهم الذاتية وتصنفها، مما يؤدي إلى تجاهل المرشحين الجيدين. رداً على ذلك، يستخدم المتقدمون الذكاء الاصطناعي الخاص بهم لصياغة خطابات تقديم وسير ذاتية محسنة بالكلمات الرئيسية. بل إن هناك أدوات ترسل طلبات المرشحين إلى مئات الوظائف في ثوانٍ. هذا الوضع أغرق بوابات التوظيف بالطلبات وجعل من الصعب على أصحاب العمل التمييز بين المهتمين الحقيقيين وأولئك الذين يستخدمون الأتمتة فقط.

ما هي النصيحة الجديدة للشباب؟

لقد تغيرت النصيحة المهنية. يقول أحد الرؤساء التنفيذيين إنه يخبر أطفاله بالتركيز على الوظائف التي تتطلب تواصلًا شخصيًا أو مباشرًا مع العملاء. أصبح أحد أبنائه ضابط شرطة، لأنه بينما سيؤثر الذكاء الاصطناعي على وظيفته، لا شيء يحل محل العلاقات التي يتم تكوينها وجهًا لوجه.

توقعات المسؤولين التنفيذيين: انكماش كبير في القوى العاملة

يتحدث الرؤساء التنفيذيون الآن علنًا عن كيف قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تخفيضات في الوظائف على جميع المستويات. قال الرئيس التنفيذي لشركة فورد إنه يتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل نصف القوى العاملة في الوظائف المكتبية في الولايات المتحدة. هذه الأرقام تشير إلى أن الجميع يجب أن يتوقعوا اضطرابًا كبيرًا.

كيف يتعامل الباحثون عن عمل مع هذا الواقع؟

يشعر الكثيرون بالإحباط. لكن البعض يجد طرقًا للتكيف. ينفق البعض الآلاف من الدولارات على شركات التسويق التي تعاملهم كـ«منتج» للمساعدة في نشر سيرهم الذاتية. بينما يدرك آخرون أن البحث عن وظيفة الآن هو «ماراثون، وليس سباقًا قصيرًا»، ويركزون على الحفاظ على صحتهم العقلية.

خاتمة: ماراثون، وليس سباقًا قصيرًا

إن قصة كولتون ماسي هي تذكير صارخ بأن الذكاء الاصطناعي لا يغير فقط كيفية قيامنا بوظائفنا، بل يغير أيضًا ماهية الوظائف المتاحة. بالنسبة للخريجين الجدد، لم تعد الاستراتيجيات القديمة كافية. يتطلب النجاح في هذا المشهد الجديد المرونة، والقدرة على التكيف، والتركيز على المهارات التي لا يزال البشر يتفوقون فيها بشكل فريد: التواصل، والتعاطف، وبناء العلاقات. إنها بداية حقبة جديدة وصعبة لسوق العمل.

شارك هذا الموضوع:

شارك هذا الموضوع:

اترك رد

اترك رد

المنشورات الأخيرة

اكتشاف المزيد من بازينجا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading