تطلق جوجل ميزة جديدة تسمى «المصادر المفضلة» تمنح المستخدمين القدرة على تخصيص قسم «أهم الأخبار» في نتائج البحث، مما يثير جدلاً حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمكن المستخدمين أم تحبسهم في فقاعات أيديولوجية.
محتويات المقالة:
- مقدمة: تخصيص جديد في بحث جوجل
- كيف تعمل ميزة «المصادر المفضلة»؟
- معضلة «فقاعة الترشيح»
- من التجربة إلى الواقع
- الصورة الأكبر: تغيير ديناميكيات البحث
- لماذا الآن؟ الضغط التنافسي والتنظيمي
- خاتمة: قوة أكبر، مسؤولية أكبر
مقدمة: تخصيص جديد في بحث جوجل
تطرح جوجل ميزة جديدة تسمى «المصادر المفضلة» في الولايات المتحدة والهند، والتي تسمح للمستخدمين بتحديد اختيارهم المفضل لمواقع الأخبار والمدونات ليتم عرضها في قسم «أهم الأخبار» (Top Stories) في نتائج بحث جوجل. تقول الشركة إن تمكين هذه الميزة يعني أنك سترى المزيد من المحتوى من المواقع التي تعجبك.
كيف تعمل ميزة «المصادر المفضلة»؟
عندما يبحث المستخدمون عن موضوع معين، سيرون أيقونة «نجمة» بجوار قسم «أهم الأخبار». يمكنهم النقر على تلك الأيقونة والبدء في إضافة المصادر عن طريق البحث عنها. بمجرد تحديد المصادر، يمكنك تحديث النتائج لرؤية المزيد من المحتوى من مصادرك المحددة. قالت جوجل إنه بالنسبة لبعض الاستعلامات، سيرى المستخدمون أيضًا قسمًا منفصلاً بعنوان «من مصادرك» أسفل قسم «أهم الأخبار».
معضلة «فقاعة الترشيح»
تمكن هذه الميزة المستخدمين من الحصول على معلومات من المصادر التي يحبونها، ولكن هذا من شأنه أيضًا أن يحبسهم في فقاعة أيديولوجية دون تعريضهم لوجهات نظر مختلفة حول موضوع معين. هذا هو الجدل الكلاسيكي حول «فقاعة الترشيح» (Filter Bubble) الذي كان سائدًا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، والآن يبدو أنه يشق طريقه إلى قلب محرك البحث الأكثر هيمنة في العالم.
من ناحية، يحصل المستخدمون على مزيد من التحكم في المعلومات التي يرونها، مما قد يزيد من ثقتهم في نتائج البحث. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز التحيزات الموجودة وتقليل فرصة التعرض لوجهات نظر معارضة، وهو أمر حيوي لديمقراطية صحية ونقاش عام مستنير.
من التجربة إلى الواقع
طرحت جوجل هذه الميزة لأول مرة كميزة في Search Labs على أساس تجريبي، لذلك كان على المستخدمين الاشتراك لتمكينها. قالت الشركة إنه خلال مرحلة الاختبار، اختار أكثر من نصف المستخدمين أربعة مصادر أو أكثر. الآن، تجعلها الشركة متاحة لجميع المستخدمين لعمليات البحث باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة والهند.
الصورة الأكبر: تغيير ديناميكيات البحث
تأتي هذه الخطوة في وقت تتغير فيه ديناميكيات البحث بشكل كبير. مع صعود محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Perplexity و ChatGPT، والتي تقدم إجابات مباشرة بدلاً من قائمة من الروابط، تتعرض جوجل لضغوط للابتكار والحفاظ على أهميتها. قد تكون ميزة «المصادر المفضلة» إحدى الطرق التي تحاول بها جوجل جعل تجربة البحث الخاصة بها أكثر تخصيصًا وقيمة للمستخدمين الأفراد.
لماذا الآن؟ الضغط التنافسي والتنظيمي
قد يكون توقيت هذا الإطلاق استراتيجيًا أيضًا. تواجه جوجل تدقيقًا تنظيميًا مكثفًا في جميع أنحاء العالم بشأن ممارساتها الاحتكارية المزعومة. من خلال منح المستخدمين مزيدًا من التحكم الظاهري في نتائجهم، قد تحاول جوجل القول بأنها ليست «حارس بوابة» المعلومات، بل هي مجرد منصة توفر خيارات للمستخدمين.
خاتمة: قوة أكبر، مسؤولية أكبر
في النهاية، تضع ميزة «المصادر المفضلة» من جوجل مزيدًا من القوة في أيدي المستخدمين، ولكن مع هذه القوة تأتي مسؤولية أكبر. سيكون على المستخدمين الآن أن يكونوا أكثر وعيًا بالفقاعات التي قد يبنونها لأنفسهم وأن يبحثوا بنشاط عن وجهات نظر متنوعة إذا كانوا يريدون الحصول على صورة كاملة عن العالم. بالنسبة لجوجل، إنها خطوة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تعيد تعريف علاقتها بمستخدميها وبالحقيقة نفسها.