محتويات المقالة:
- مقدمة
- تحذيرات من بطالة جماعية
- آراء عمالقة التكنولوجيا
- الربح مقابل التقدم
- مستقبل غامض كضباب الحرب
- تقرير بيرني ساندرز المقلق
- التأثير الاجتماعي والإنساني
- الأسئلة الشائعة
مقدمة
في قلب وادي السيليكون، يدور نقاش حاد حول المستقبل الذي يرسمه الذكاء الاصطناعي للبشرية. بينما يتحدث البعض عن الرفاهية وتقليص أيام العمل، يخرج جيفري هينتون، العالم البريطاني المعروف بلقب «عراب الذكاء الاصطناعي»، ليطلق تحذيراً مدوياً. يرى هينتون أن التوقعات بانتهاء الحاجة للعمل البشري ليست مجرد خيال، بل هي احتمال واقعي ومخيف قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية هائلة تترك الملايين خلف الركب.
تحذيرات من بطالة جماعية
خلال نقاش حديث مع السيناتور بيرني ساندرز، صرح هينتون بوضوح: «يبدو من المرجح جداً لعدد كبير من الناس أننا سنشهد بطالة جماعية ناجمة عن الذكاء الاصطناعي». وأشار إلى أن الشركات تستثمر تريليونات الدولارات في مراكز البيانات والرقائق، والمصدر الرئيسي لتعويض هذه الأموال سيكون عبر بيع أنظمة ذكاء اصطناعي تقوم بعمل الموظفين بتكلفة أقل بكثير. بعبارة أخرى، الرهان الاقتصادي الكبير قائم على استبدال البشر بالآلات.
آراء عمالقة التكنولوجيا
لا يقف هينتون وحيداً في هذا الرأي. جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، يتوقع تحولاً في كل وظيفة وربما الوصول لأسبوع عمل من 4 أيام. بيل جيتس يرى أن البشر قد لا يكونون مطلوبين «لمعظم الأشياء» قريباً، بينما ذهب إيلون ماسك لأبعد من ذلك، متوقعاً ألا يضطر معظم البشر للعمل على الإطلاق في غضون أقل من 20 عاماً. هذه الرؤى، وإن بدت متطرفة، تأتي من الأشخاص الذين يصنعون هذه التكنولوجيا.
الربح مقابل التقدم
أصبح هينتون، الذي استقال من «جوجل» في 2023 ليتحدث بحرية، صوتاً ناقداً لأولويات شركات التكنولوجيا الكبرى. يرى أن الصناعة مدفوعة حالياً بالأرباح قصيرة الأجل أكثر من التقدم العلمي الحقيقي. هذا الدافع المادي يسرع من عملية استبدال العمال بأنظمة أرخص، دون النظر للعواقب الاجتماعية. ويشير المحللون إلى أن شركات مثل «أوبن إيه آي» قد لا تحقق أرباحاً حتى عام 2030، مما يزيد الضغط لخفض التكاليف عبر الأتمتة.
مستقبل غامض كضباب الحرب
شبه هينتون محاولة التنبؤ بمستقبل الذكاء الاصطناعي بالقيادة في الضباب. قال لساندرز: «يمكنك الرؤية بوضوح لمسافة 100 ياردة، ولكن عند 200 ياردة لا ترى شيئاً. نحن نرى بوضوح لعام أو عامين، لكن بعد 10 سنوات، ليس لدينا أي فكرة عما سيحدث». رغم ذلك، يؤكد الخبراء أن التكنولوجيا لن تختفي، وأن العمال الذين يتعلمون التكيف واستخدام هذه الأدوات سيكونون الأوفر حظاً للنجاة.
تقرير بيرني ساندرز المقلق
حاول السيناتور ساندرز وضع أرقام للمخاطر، محذراً في تقرير صدر في أكتوبر من أن ما يقرب من 100 مليون وظيفة أمريكية قد تتأثر بالأتمتة. المخاطر لا تقتصر على العمالة اليدوية أو خدمة العملاء، بل تمتد لتشمل وظائف ذوي الياقات البيضاء مثل المحاسبة والبرمجة. حتى السيناتور مارك وارنر حذر من أن البطالة بين خريجي الجامعات الجدد قد ترتفع إلى 25% في السنوات القليلة المقبلة.
التأثير الاجتماعي والإنساني
تتجاوز القضية الجانب الاقتصادي لتمس جوهر الوجود الإنساني. يتساءل ساندرز: «العمل جزء لا يتجزأ من كوننا بشراً. الغالبية العظمى من الناس يريدون أن يكونوا منتجين ويساهموا في مجتمعاتهم. ماذا يحدث عندما يُنزع هذا الجانب الحيوي من حياتنا؟». هذه الأسئلة الفلسفية والأخلاقية تتطلب إجابات عاجلة قبل أن تفرض التكنولوجيا واقعاً لا يمكن تغييره.
الأسئلة الشائعة
1. لماذا استقال جيفري هينتون من جوجل؟
ليتمكن من التحدث بحرية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي دون قيود وظيفية.
2. ما هي الوظائف الأكثر عرضة للخطر؟
خدمة العملاء، العمالة اليدوية، وبعض الوظائف المكتبية مثل المحاسبة والبرمجة.
3. هل يعني هذا نهاية العمل البشري تماماً؟
ليس فوراً، ولكن التوقعات تشير إلى تقليص كبير في الحاجة للعمل البشري خلال العقدين القادمين.