بازينجا

سيري والذكاء الاصطناعي

آبل تستهدف ربيع 2026 لإطلاق التحديث المؤجل لمزايا الذكاء الاصطناعي في سيري

Written by

Picture of فريقنا

فريقنا

Communications Consultant

حددت شركة آبل موعداً داخلياً مستهدفاً في ربيع 2026 لإطلاق الترقية الكبيرة لمساعدها الصوتي سيري – وهي ترقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تأخر طرحها كثيراً. من المتوقع أن يسمح هذا التحديث لسيري بالاستفادة من بيانات المستخدم ونشاطه على الجهاز لتقديم ردود أكثر ذكاءً.

حددت شركة آبل موعداً داخلياً مستهدفاً في ربيع 2026 لإطلاق الترقية الكبيرة لمساعدها الصوتي سيري – وهي ترقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تأخر طرحها كثيراً. من المتوقع أن يسمح هذا التحديث لسيري بالاستفادة من بيانات المستخدم ونشاطه على الجهاز لتقديم ردود أكثر ذكاءً، في إطار مساعي آبل لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

محتويات المقالة:

مقدمة

في إطار جهودها لإعادة إحياء موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي، تخطط آبل لإطلاق التحديث الكبير لمساعدها الرقمي سيري بحلول ربيع عام 2026. هذا التحديث – الذي طال انتظاره – سيزود سيري بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح له الاستفادة من البيانات الشخصية للمستخدم ومن أنشطة الشاشة (ما يُعرض على جهاز المستخدم) من أجل تلبية الاستفسارات بشكل أكثر ذكاءً ودقة. وقد ذكرت مصادر مطلعة أن فريق سيري في آبل يعمل على إدراج هذه المزايا في إصدار iOS 26.4 تقريباً بحلول ذلك الموعد، رغم أن الشركة لم تعلن ذلك رسمياً بعد.


أزمات سيري في آبل تثير الجدل


الجدول الزمني والتأخيرات

من الجدير بالذكر أن آبل كانت قد قدمت نظرة أولية على هذه القدرات الجديدة لسيري في مؤتمر المطورين السنوي (WWDC) في يونيو 2024 (العام الماضي). الهدف المعلن كان تحديث تجربة سيري بصورة جذرية – علماً بأن المساعد الصوتي الشهير أُطلق لأول مرة عام 2011 ولم يشهد تحسنات جوهرية تجعله يواكب التقدم الهائل الذي حققته روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي أواخر عام 2022 (مثل ChatGPT).

إذا تمكنت آبل من الالتزام بالإطار الزمني الجديد، فسيكون قد مر ما يقرب من عامين بين إعلان ميزات سيري المتطورة وتسليمها فعلياً للمستخدمين. كانت الشركة تأمل بداية بطرح هذه التحديثات في خريف 2024 بالتزامن مع إطلاق آيفون 15، ثم أُجل الجدول إلى ربيع 2025 مع تحديث iOS 18.4. لاحقاً، وضمنياً، رجحت آبل قدوم الميزات بحلول مايو 2025 مع iOS 18.5، لكنها لم تتمكن من ذلك.

التحديات التقنية

واجه مشروع ترقية سيري تحديات تقنية معقدة ساهمت في تراكم التأخيرات. أحد أبرز التحديات أن البنية البرمجية لسيري كانت منقسمة إلى قسمين في نظام iOS 18: حيث اعتمدت آبل على النظام القديم للقيام بالمهام الشائعة (مثل ضبط المنبه وإجراء المكالمات) إلى جانب منصة أحدث للميزات المطورة لسيري. أدى محاولة الدمج بين المنصتين إلى ظهور مشكلات تقنية خطيرة – إذ لم تعمل ميزات سيري الجديدة بشكل يلبي معايير الجودة في نسبة كبيرة من الحالات أثناء الاختبار.

تطلب الأمر من مهندسي آبل إعادة بناء سيري بالكامل من الصفر في محاولة لحل هذه المعضلة، مما استغرق وقتاً أطول بكثير مما كان مخططاً له. صرح كريج فيديريغي، نائب رئيس هندسة البرمجيات في آبل، خلال مؤتمر المطورين العالمي (WWDC 2025) قائلاً: “احتاج هذا العمل إلى مزيد من الوقت ليصل إلى مستوى الجودة العالي الذي ننشده، ونتطلع إلى مشاركتكم المزيد عنه خلال العام القادم”.

تغييرات إدارية

كان لسلسلة التأخيرات هذه تداعيات داخلية كبيرة في آبل. إذ أدت إحباطات مشروع سيري إلى إعادة هيكلة في قيادة قسم الذكاء الاصطناعي بالشركة. فخلال السنة الماضية، جرى إعفاء جون جياناندريا – نائب رئيس آبل للذكاء الاصطناعي – من مسؤوليته عن المنتجات الاستهلاكية المباشرة، بما في ذلك سيري وفريق سري لمنتجات الروبوتات. جاء هذا القرار بعد أن ألقى فريق الهندسة باللوم على المبالغة في التسويق (حيث رُوج لميزات لم تُجهز بعد في الوقت المحدد)، بينما رأى فريق التسويق أنه اعتمد في خططه على جداول زمنية قدمتها إليه فرق الذكاء الاصطناعي، وفق تسريبات من داخل الشركة.

في حدث المطورين الأخير، لوحظ أن جياناندريا ظهر بشكل باهت مقارنة بالعام السابق – فلم يعتل المسرح للإعلان عن أي مبادرة جديدة. وبحسب مصادر داخلية، تراجع نفوذ جياناندريا إلى حد ما داخل آبل. ويرى بعض التنفيذيين أنه من الأفضل توجيه جهوده نحو الأبحاث الأساسية في الذكاء الاصطناعي – وهي نقطة قوته – بدلاً من إشرافه على المنتجات الموجهة للمستهلك.

القيادة الجديدة للمشروع

لا يزال جياناندريا يقود تطوير نماذج اللغة الضخمة (الأساس التقني للذكاء الاصطناعي التوليدي) ويشرف على تجارب تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن الشركة، لكنه لم يعد مسؤولاً مباشرة عن سيري نفسها. تولى قيادة مشروع سيري حالياً فريقان بارزان: الأول بقيادة مايك روكويل (مبتكر جهاز Vision Pro للواقع المختلط)، والثاني بقيادة كريج فيديريغي نفسه. لعب هذان الشخصان دوراً محورياً في إعلانات آبل البرمجية الأخيرة.

وقد أُسند إلى روكويل قيادة فريق يعمل على مشروع يُعرف داخلياً باسم “LLM Siri” – وهو النظام القائم على نماذج لغة ضخمة الذي يُفترض أن يشغل ميزات سيري الجديدة ويعالج المشاكل السابقة.

طموحات مستقبلية لسيري

لم تتوقف آبل عند معالجة الوضع الراهن، بل تنظر إلى أفق أوسع فيما يتعلق بمساعدها الرقمي. على المدى الأبعد، تعمل فرق خاصة داخل آبل على تصور جديد جذري لسيري يحوله إلى رفيق رقمي دائم الحضور. الفكرة المطروحة داخلياً هي جعل سيري مساعداً شخصياً أكثر محادثة وذكاءً واستباقياً يستطيع المشاركة في الحوار وفهم السياق باستمرار – أشبه بـ”طيار مساعد” ملازم للمستخدم في جميع الأوقات.

كما تستكشف آبل تطوير تطبيق مستقل شبيه بروبوتات الدردشة يحمل اسم “Knowledge” (المعرفة) قادر على الوصول إلى مصادر الإنترنت المفتوحة للإجابة عن أسئلة المستخدم بذكاء وشمولية أكبر. يقود مشروع روبوت الدردشة هذا روبي ووكر الذي كان سابقاً مديراً لفريق تطوير سيري قبل أن يتم إعفاؤه من تلك المسؤولية ضمن إعادة الهيكلة الأخيرة.

تأثير التأخير على منتجات أخرى

التأخيرات المتكررة لسيري أثرت على خطط أجهزة أخرى لدى الشركة. على سبيل المثال، كان من المفترض أن تعتمد منصة منزلية ذكية – وهي جهاز شبيه بشاشة ذكية يمكن تثبيته على الجدران أو وضعه على طاولة – على ميزات سيري الجديدة. لكن تأجيل تحديث سيري أدى إلى تأجيل إطلاق ذلك الجهاز أيضاً إلى أجل غير مسمى (بعدما كان مخططاً لطرحه في مارس الماضي)، لأن نظام تشغيله كان مبنياً بشكل كبير على وظائف سيري المطورة.

الأهم من ذلك، يُثار التساؤل الآن حول كيفية تأثير مساعي آبل في مجال الذكاء الاصطناعي على فئات منتجاتها المستقبلية ككل. لدى الشركة طموحات لإطلاق نظارات ذكية مزودة بكاميرات معززة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تحليل البيئة المحيطة بالمستخدم. لكن حتى اللحظة، تعتمد آبل جزئياً على تقنيات من OpenAI وغوغل لتحسين قدرات تحليل الصور – مما يدل على أن الشركة لا تزال تسد الفجوات في منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

الخاتمة

في الوقت الذي تتسابق فيه كبرى شركات التقنية لتطوير مساعدات رقمية أكثر ذكاءً، تراهن آبل على نهج مدروس يمزج بين تطوير داخلي حذر وعقد شراكات أو استحواذات لاستدراك ما يفوتها، لضمان أن سيري – مهما تأخر تحديثها – ستعود منافساً قوياً يلبي توقعات مستخدمي أجهزة آبل مستقبلاً.

الأسئلة الشائعة

1. متى سيتم إطلاق تحديث سيري الجديد؟
تستهدف آبل داخلياً ربيع 2026 لإطلاق التحديث الكبير لسيري المدعوم بالذكاء الاصطناعي، رغم أن هذا الموعد قد يتغير حسب التقدم التقني.

2. ما سبب تأخير تحديث سيري كل هذه المدة؟
واجهت آبل تحديات تقنية معقدة في دمج النظام القديم لسيري مع التقنيات الجديدة للذكاء الاصطناعي، مما اضطرها لإعادة بناء سيري من الصفر.

3. ما الميزات الجديدة المتوقعة في سيري المحدث؟
سيتمكن سيري الجديد من الاستفادة من بيانات المستخدم وأنشطة الشاشة لتقديم ردود أكثر ذكاءً وتخصيصاً، بالإضافة إلى قدرات محادثة محسنة.

شارك هذا الموضوع:

شارك هذا الموضوع:

اترك رد

اترك رد

المنشورات الأخيرة

اكتشاف المزيد من بازينجا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading