مستخدم على ريديت يثير جدلاً واسعاً بعد أن أغضب صديقته لعدم تهنئتها على كتاب أطفال نشرته ذاتياً، ليكتشف لاحقاً أن رسوماته مولدة بالذكاء الاصطناعي. فمن المخطئ في هذه القصة؟
مقدمة: عندما يصطدم الإبداع بالخوارزميات
هل هناك طريقة صحيحة للرد عندما ينشر صديقك كتابًا؟ وماذا لو استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء رسومات الكتاب؟ هذه هي الأسئلة التي تم التفكير فيها في منشور على منصة ريديت بتاريخ 30 يونيو، حيث شارك مستخدم مأزقه وطلب النصيحة في منتدى «هل أنا المخطئ؟». القصة، التي انتشرت بسرعة، تسلط الضوء على التوترات الجديدة التي يخلقها الذكاء الاصطناعي التوليدي في علاقاتنا الشخصية ومفهومنا للإبداع.
الذكاء الاصطناعي لا «يهلوس»… الحقيقة أسوأ بكثير!
تفاصيل الحادثة
كتب المستخدم أن صديقة له «نشرت ذاتيًا كتاب أطفال على أمازون» و«أعلنت بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي عن مدى حماسها لبدء هذا الفصل الجديد في حياتها كمؤلفة». أرسلت المؤلفة الجديدة أيضًا رسالة نصية للمستخدم حول هذا الموضوع، فرد عليها قائلاً: «عندما أستطيع، سأشتري نسخة بالتأكيد. ما هي القصة؟ تبدو مضحكة».
لاحقًا، رأى زوج المستخدمة الغلاف وتساءل عما إذا كان قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. كتب المستخدم: «سألت صديقتي من هو رسامها، فقالت إنها استخدمت Canva AI. شخصيًا، لم أهتم حقًا بأي من الأمرين، لذلك لم أرد على تلك الرسالة على الفور». بعد بضع ساعات، تابعت الصديقة برسالة تسأل عن سبب السؤال. وعندما فات المستخدم تلك الرسالة، أرسلت أخرى تسأل شيئًا على غرار: «هل سترد أم لا؟»
عند هذه النقطة، تحول الموقف إلى مواجهة. ردت المؤلفة بغضب: «لدي بالفعل صديقة تنتقد كتابي، ثم هناك أنت—لا تهاني، فقط تسأل عن العمل الفني وكأنك تحاول العثور على شيء سلبي. فلماذا لا تكون صادقًا بشأن سبب سؤالك».
انقسام الآراء على ريديت
أثارت القصة ردود فعل منقسمة بشكل حاد. اتفق الكثير من كبار المعلقين على أن المستخدم ليس مخطئًا بشكل عام – خاصة لأن المؤلفة الجديدة استخدمت الذكاء الاصطناعي لإنشاء الكتاب في المقام الأول. كتب أحدهم: «يبدو أنها كانت غير واثقة بالفعل من أنها استخدمت الذكاء الاصطناعي أو أن أشخاصًا آخرين انتقدواها لذلك، فأخذت الأمر تلقائيًا كحكم». وقال آخر: «نشر ذاتي وذكاء اصطناعي؟! يبدو وكأنه فوضى عارمة… يا للهول».
من ناحية أخرى، قال آخرون إن المستخدم كان مخطئًا، خاصة في تفصيل واحد: عدم تقديم التهنئة في البداية. رد أحدهم: «لا يوجد واقع تكون فيه فخورة بغلاف تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، لذا كان هذا الرد غير صادق تمامًا وأنت تعرف ذلك. وأيضًا، لا يوجد سبب يمنعك من قول “تهانينا” دون شراء الكتاب؟»
قضايا أعمق حول الإبداع والدعم
تتجاوز هذه الحادثة مجرد سوء فهم بين صديقين. إنها تلامس قضايا أعمق حول ما نعتبره إنجازًا إبداعيًا في عصر الذكاء الاصطناعي. هل يعتبر استخدام الأدوات التوليدية «غشًا» يقلل من قيمة العمل؟ أم أنه مجرد استخدام لأداة جديدة، مثل استخدام فنان للفرشاة الرقمية بدلاً من الفرشاة التقليدية؟
من الواضح أن المؤلفة كانت حساسة تجاه استخدامها للذكاء الاصطناعي، ربما لأنها توقعت النقد. من ناحية أخرى، فإن رد فعل المستخدم، على الرغم من أنه لم يكن مقصودًا به الإساءة، فشل في الاعتراف بالجهد الذي بذلته صديقته في كتابة القصة نفسها ونشرها، وهو إنجاز بحد ذاته بغض النظر عن مصدر الرسوم التوضيحية.
خاتمة: التنقل في منطقة رمادية جديدة
توضح هذه القصة المعقدة أننا جميعًا نتنقل في منطقة رمادية جديدة. مع استمرار تطور أدوات الذكاء الاصطناعي ودمجها في حياتنا الإبداعية، سنواجه المزيد من هذه المعضلات. تتطلب هذه المواقف توازنًا دقيقًا بين الصدق والدعم والتعاطف. ربما كانت أفضل طريقة للتعامل مع الموقف هي تهنئة الصديقة أولاً على إنجازها، ثم، ربما في وقت لاحق وبشكل منفصل، بدء محادثة فضولية وغير قضائية حول العملية الإبداعية التي اتبعتها. في النهاية، تعلمنا هذه القصة أن التواصل الواضح والتعاطف يظلان أهم المهارات، خاصة عندما تفشل التكنولوجيا في سد الفجوات بيننا.