بازينجا

تباطؤ الذكاء الاصطناعي

هل يصطدم قطار الذكاء الاصطناعي بـ«جدار البيانات»؟ علامات تباطؤ التقدم تثير قلق وادي السيليكون

Written by

Picture of فريقنا

فريقنا

Communications Consultant

بعد عامين من التقدم المذهل، تظهر علامات مقلقة على أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يتباطأ. هل استنفدت الشركات البيانات اللازمة للتدريب، أم أننا ندخل مرحلة جديدة من الابتكار التطبيقي؟

محتويات المقالة:

مقدمة: من الاختراقات الهائلة إلى القلق المتزايد

على مدى العامين الماضيين، تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة مذهلة لدرجة أن الاختراقات الكبرى بدت حتمية. لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأ قلق متزايد يتسلل إلى وادي السيليكون: هل بدأ التقدم في التباطؤ؟ بعد فترة من الحماس الجامح، تواجه الصناعة الآن أسئلة صعبة حول ما إذا كان النمو الهائل الذي شهدناه مستدامًا.

المؤشرات الأولية: GPT-5 وGemini دون التوقعات

أحد المؤشرات المبكرة هو عدم وجود قفزات نوعية بين النماذج التي أصدرتها أكبر الشركات. تشير التقارير إلى أن OpenAI تواجه تحسنًا أقل بكثير في جودة نموذجها القادم GPT-5. وفي الوقت نفسه، قامت Anthropic بتأجيل إصدار نموذجها الأقوى Opus. حتى في شركة غوغل العملاقة، تفيد التقارير أن نسخة قادمة من Gemini لا ترقى إلى مستوى التوقعات الداخلية. يقول دان نايلز، مؤسس Niles Investment Management: «لقد حدث ارتفاع هائل في البداية فيما يمكن أن تفعله هذه النماذج الجديدة، وما يحدث الآن هو أن الزيادات في الأداء بدأت تستقر».

هل كانت «قوانين التوسع» مجرد نظرية؟

إذا كان التقدم قد وصل إلى مرحلة استقرار، فإن ذلك يشكك في افتراض أساسي تعامل معه وادي السيليكون كعقيدة: «قوانين التوسع». تقوم هذه الفكرة على أن إضافة المزيد من قوة الحوسبة والمزيد من البيانات تضمن نماذج أفضل إلى درجة لا نهائية. لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أنها قد تكون نظرية أكثر من كونها قانونًا. يبدو أن مجرد زيادة حجم النموذج لم يعد كافيًا لتحقيق قفزات كبيرة في الأداء.

جدار البيانات: المشكلة الرئيسية

قد تكون المشكلة الرئيسية هي أن شركات الذكاء الاصطناعي بدأت تنفد من البيانات عالية الجودة لتدريب نماذجها، لتصطدم بما يسميه الخبراء «جدار البيانات». لقد استهلكت هذه النماذج بالفعل جزءًا كبيرًا من محتوى الإنترنت المتاح للجمهور. والآن، لم يعد هناك ما يكفي من النصوص والصور الجديدة لتغذية شهيتها التي لا تشبع.

البيانات الاصطناعية: حل مؤقت أم مشكلة جديدة؟

لمواجهة ندرة البيانات، تتجه الشركات إلى «البيانات الاصطناعية»، أي البيانات التي يتم إنشاؤها بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها. لكن هذا حل مؤقت ومحفوف بالمخاطر. يقول ألكسندر وانغ، مؤسس Scale AI: «الذكاء الاصطناعي هو صناعة “القمامة تدخل، القمامة تخرج”. لذا، إذا قمت بتغذية هذه النماذج بالكثير من هراء الذكاء الاصطناعي، فإن النماذج ستنتج المزيد من هراء الذكاء الاصطناعي». بعبارة أخرى، تدريب الذكاء الاصطناعي على مخرجاته الخاصة قد يؤدي إلى تدهور جودته بمرور الوقت.

رد قادة الصناعة: «لا يوجد جدار»

بالطبع، يرفض بعض قادة الصناعة فكرة أن معدل التحسن قد وصل إلى طريق مسدود. قال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في أحدث مكالمة أرباح للشركة: «توسع تدريب النماذج الأساسية لا يزال قائمًا ومستمرًا». كما نشر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على منصة X ببساطة: «لا يوجد جدار». ومع ذلك، فإن أفعال شركاتهم—مثل تأجيل الإصدارات أو مواجهة تحسينات هامشية—قد تحكي قصة مختلفة.

المرحلة التالية: البحث عن حالات استخدام عملية

إذا كانت ثورة الذكاء الاصطناعي قد استنفدت زخمها في تطوير النماذج، فإن المرحلة التالية من السباق هي البحث عن حالات استخدام—تطبيقات استهلاكية يمكن بناؤها فوق التكنولوجيا الحالية دون الحاجة إلى مزيد من التحسينات الجذرية. على سبيل المثال، من المتوقع أن يكون تطوير ونشر «وكلاء الذكاء الاصطناعي»—برامج مستقلة يمكنها أداء مهام نيابة عنك—هو عامل التغيير القادم. يقول مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا: «أعتقد أننا سنعيش في عالم سيكون فيه مئات الملايين، بل مليارات، من وكلاء الذكاء الاصطناعي».

الخاتمة: سباق جديد نحو التطبيق لا الاختراع

يدخل سباق الذكاء الاصطناعي مرحلة جديدة. لم يعد التركيز فقط على بناء نماذج أكبر وأكثر قوة، بل تحول الآن إلى كيفية استخدام التكنولوجيا الموجودة بالفعل بطرق مفيدة ومربحة. قد لا نرى قفزات مذهلة مثل تلك التي شهدناها مع ظهور ChatGPT، لكن الابتكار سيستمر في شكل تطبيقات عملية تغير حياتنا اليومية. ربما لم يتباطأ التقدم، بل هو فقط يغير مساره.

أسئلة شائعة

س: ما هو المقصود بـ«جدار البيانات»؟
ج: هو مصطلح يصف النقطة التي استهلكت فيها نماذج الذكاء الاصطناعي معظم البيانات عالية الجودة المتاحة على الإنترنت، مما يجعل من الصعب العثور على بيانات جديدة لتدريب نماذج أكبر وأفضل.

س: ما هي «البيانات الاصطناعية» وما هي مخاطرها؟
ج: هي بيانات يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي نفسه لاستخدامها في تدريب نماذج أخرى. الخطر هو أن هذه البيانات قد تحتوي على أخطاء أو تحيزات من النموذج الأصلي، مما يؤدي إلى تدهور جودة النماذج الجديدة بمرور الوقت.

س: هل هذا يعني أن تطور الذكاء الاصطناعي قد توقف؟
ج: لا، لا يعني التوقف، بل قد يعني تباطؤًا في وتيرة التحسينات الجذرية في النماذج الأساسية. من المرجح أن يتحول التركيز الآن من بناء نماذج أكبر إلى إيجاد تطبيقات عملية ومبتكرة للتكنولوجيا الحالية.

شارك هذا الموضوع:

شارك هذا الموضوع:

اترك رد

اترك رد

المنشورات الأخيرة

اكتشاف المزيد من بازينجا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading