تواجه شركة برمجيات التصميم الشهيرة Figma دعوى قضائية جماعية جديدة في المحكمة الفيدرالية بكاليفورنيا، تتهمها بإساءة استخدام تصاميم عملائها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. تسلط هذه القضية الضوء على التوتر المتزايد بين شركات التكنولوجيا التي تسعى لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة، وبين حقوق المستخدمين في حماية بياناتهم وملكية فكرهم.
محتويات المقالة:
- تفاصيل الدعوى: سرقة الملكية الفكرية
- رد شركة Figma: لا تدريب بدون إذن صريح
- التركيز على الأسرار التجارية بدلاً من حقوق النشر
- سباق دمج الذكاء الاصطناعي
- الاتهام بـ «الاشتراك التلقائي» السري
- قيمة الملكية الفكرية للمستخدمين
- التداعيات القانونية على صناعة التكنولوجيا
- أسئلة شائعة
تفاصيل الدعوى: سرقة الملكية الفكرية
تزعم الدعوى المرفوعة يوم الجمعة 21 نوفمبر 2025، أن شركة Figma استخدمت بيانات عملائها وملكية فكرهم دون الحصول على إذن لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها. ووفقاً للشكوى، فإن هذا الاستخدام غير المصرح به للبيانات ساهم في تحقيق «التقييم المرتفع جداً» للشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، والذي ظهر في طرحها العام الأولي بقيمة 1.2 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام.
يقول محامي المدعين، كارتر جرينباوم: «تؤكد هذه القضية على مبدأ بسيط ومهم: للمستهلكين والشركات الحق في ضمان عدم استخدام بياناتهم الأكثر حساسية وملكية وأعمالهم الإبداعية الفريدة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي سراً».
رد شركة Figma: لا تدريب بدون إذن صريح
نفت شركة Figma هذه المزاعم بشدة. قال متحدث باسم الشركة في بيان: «نحن لا نستخدم أي بيانات للعملاء لتدريب نماذجنا دون إذن صريح للقيام بذلك». وأضاف المتحدث أن الشركة تتخذ خطوات إضافية لإخفاء هوية البيانات وحماية خصوصية العملاء حتى مع وجود هذا الإذن.
وأكد البيان أن تدريب Figma يركز على «الأنماط العامة – وليس على محتوى العملاء الفريد ومفاهيمهم وأفكارهم». هذا الدفاع يضع خطاً فاصلاً بين استخدام البيانات لفهم كيفية عمل التصميم بشكل عام، وبين نسخ أعمال محددة للعملاء.
التركيز على الأسرار التجارية بدلاً من حقوق النشر
تعتبر هذه الدعوى واحدة من سلسلة القضايا المرفوعة ضد شركات التكنولوجيا بسبب استخدامها للمحتوى دون إذن لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع ذلك، تختلف دعوى Figma عن معظم هذه القضايا التي تركز عادة على انتهاك حقوق الطبع والنشر (مثل استخدام الكتب أو الصور).
بدلاً من ذلك، تزعم هذه الدعوى أن الشركة سرقت الأسرار التجارية للعملاء ووصلت بشكل غير قانوني إلى بياناتهم. هذا التمييز مهم لأن الأسرار التجارية تتعلق بالمعلومات السرية التي تمنح الشركة ميزة تنافسية، وقد يكون إثبات سرقتها أكثر تعقيداً من إثبات انتهاك حقوق النشر.
سباق دمج الذكاء الاصطناعي
تأسست Figma في عام 2012، وهي توفر أدوات تصميم تعاونية قائمة على السحابة، ولديها قائمة من العملاء البارزين بما في ذلك ألفابيت (جوجل)، ومايكروسوفت، ونتفليكس. كما عقدت شراكة مع OpenAI لدمج تطبيقها في ChatGPT.
تتسابق شركات مثل Figma لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تقوم بأتمتة المهام مثل إنشاء الصور، واقتراح التخطيطات، وتوليد الأكواد البرمجية. هذه الأدوات تتطلب كميات هائلة من البيانات لتدريبها، وهنا يكمن جوهر النزاع.
الاتهام بـ «الاشتراك التلقائي» السري
وفقاً للدعوى القضائية، قامت Figma تلقائياً بإشراك المستخدمين في السماح للشركة باستخدام بياناتهم لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون إبلاغهم أو الحصول على إذن منهم. جاء في الدعوى: «لسنوات، وعدت Figma عملاءها بأنها لن تستخدم بياناتهم لأغراضها الخاصة، بما في ذلك تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها».
إذا ثبتت صحة هذا الادعاء، فإنه يمثل خرقاً كبيراً للثقة وقد يكون له عواقب قانونية وخيمة على الشركة، حيث يعتمد نموذج أعمالها على ثقة المستخدمين في أمان وسرية تصاميمهم.
قيمة الملكية الفكرية للمستخدمين
تزعم الدعوى أن قيمة الملكية الفكرية لمستخدمي Figma «تُقاس بشكل معقول بعشرات أو مئات المليارات من الدولارات». يطلب المدعون مبلغاً غير محدد من التعويضات المالية وأمراً من المحكمة يمنع Figma بشكل دائم من استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التي تنتهك حقوق عملائها.
التداعيات القانونية على صناعة التكنولوجيا
ستتم مراقبة هذه القضية عن كثب من قبل صناعة التكنولوجيا بأكملها. قد تحدد نتيجتها كيفية تعامل شركات البرمجيات السحابية مع بيانات العملاء عند تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي. إذا نجحت الدعوى، فقد تضطر الشركات إلى أن تكون أكثر شفافية بشأن ممارسات جمع البيانات الخاصة بها، وقد تحتاج إلى الحصول على موافقة صريحة ومحددة لاستخدام بيانات العملاء في تدريب الذكاء الاصطناعي، مما قد يبطئ وتيرة الابتكار ولكنه يعزز حماية خصوصية المستخدمين وملكية فكرهم.
أسئلة شائعة
س: ما هي الاتهامات الموجهة لشركة Figma؟
ج: تواجه Figma دعوى قضائية جماعية تتهمها باستخدام تصاميم عملائها وبياناتهم السرية دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهو ما يعتبر سرقة للأسرار التجارية ووصولاً غير قانوني للبيانات.
س: كيف ردت Figma على هذه الاتهامات؟
ج: نفت Figma هذه المزاعم، مؤكدة أنها لا تستخدم بيانات العملاء لتدريب نماذجها دون إذن صريح، وأنها تتخذ خطوات لحماية خصوصية العملاء وإخفاء هوية البيانات المستخدمة.
س: كيف تختلف هذه الدعوى عن قضايا الذكاء الاصطناعي الأخرى؟
ج: بينما تركز معظم الدعاوى القضائية المتعلقة بتدريب الذكاء الاصطناعي على انتهاك حقوق الطبع والنشر، تركز هذه الدعوى على سرقة الأسرار التجارية والوصول غير القانوني للبيانات، مما يثير قضايا مختلفة تتعلق بالخصوصية والملكية الفكرية.
س: ما هي التداعيات المحتملة لهذه القضية؟
ج: إذا نجحت الدعوى، قد تضطر Figma لدفع تعويضات ضخمة، وقد تضع سابقة قانونية تجبر شركات التكنولوجيا على أن تكون أكثر شفافية وحذراً عند استخدام بيانات العملاء لتدريب الذكاء الاصطناعي.