محتويات المقالة:
- مقدمة: نافذة على الماضي بفضل التكنولوجيا
- ما هي جنيزة القاهرة وأهميتها التاريخية؟
- تحديات دراسة المخطوطات القديمة
- مشروع MiDRASH: الذكاء الاصطناعي في خدمة التاريخ
- كيف تعمل تقنية النسخ بالذكاء الاصطناعي؟
- الاكتشافات المحتملة و«فيسبوك العصور الوسطى»
- أسئلة شائعة
مقدمة: نافذة على الماضي بفضل التكنولوجيا
يأمل باحثون في إسرائيل في تحقيق اكتشافات جديدة حول التاريخ اليهودي من خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي. يتم الآن تحميل قاعدة بيانات رقمية للمخطوطات التي تمتد لألف عام في أداة نسخ جديدة تستخدم التعلم الآلي لقراءة وفك شفرات النصوص القديمة التي كان من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تحليلها على نطاق واسع من قبل.
محور هذا الجهد هو «جنيزة القاهرة»، التي تعتبر أكبر مجموعة من الوثائق اليهودية في العصور الوسطى في العالم. هذا الكنز الدفين من التاريخ أصبح الآن متاحاً للدراسة بشكل أعمق وأسرع من أي وقت مضى.
ما هي جنيزة القاهرة وأهميتها التاريخية؟
«الجنيزة» هي مستودع في الكنيس اليهودي مخصص للوثائق الهامة التي يُقصد دفنها في النهاية. الجنيزة التي وجدت في كنيس بن عزرا في القاهرة التاريخية كانت تتمتع بجو جاف مثالي للحفاظ على الورق القديم. كانت القاهرة في العصور الوسطى مركزاً عالمياً للتجارة والعلوم وموطناً لمجتمع يهودي مزدهر.
تحتوي جنيزة القاهرة على مجموعة مذهلة تضم أكثر من 400 ألف وثيقة، بما في ذلك السجلات المدنية، والنقاشات الدينية، والمراسلات الشخصية، وحتى بعض الوثائق التي كتبها الفيلسوف اليهودي العظيم موسى بن ميمون بنفسه، الذي كان طبيباً لعائلة السلطان صلاح الدين الأيوبي.
اكتشف العلماء هذا الكنز في أواخر القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين وهو موضوع دراسة مستمرة، لكن حجمه الهائل يعني أن فجوات كبيرة لا تزال قائمة في فهمنا لمحتوياته.
تحديات دراسة المخطوطات القديمة
على الرغم من أن المجموعة بأكملها قد تم رقمنتها بالفعل وهي متاحة على الإنترنت في شكل صور، إلا أن دراستها كانت عملية شاقة وتستغرق وقتاً طويلاً. لم يتم فهرسة معظم عناصرها، والعديد منها عبارة عن شظايا غير مرتبة من وثائق أطول. فقط حوالي عُشر المجموعة تم نسخه يدوياً من قبل العلماء على مدى أكثر من قرن.
الوثائق مكتوبة بلغات متعددة، بما في ذلك العبرية والعربية والآرامية واليديشية، وبمجموعة واسعة من الخطوط اليدوية المختلفة، مما يجعل قراءتها صعبة حتى على الخبراء المدربين.
مشروع MiDRASH: الذكاء الاصطناعي في خدمة التاريخ
هنا يأتي دور مشروع النسخ MiDRASH، الممول من مجلس البحوث الأوروبي والذي يجمع باحثين من عدة جامعات ومعاهد. يعتمد المشروع على قاعدة البيانات الرقمية للمكتبة الوطنية الإسرائيلية لوثائق جنيزة القاهرة.
يقول دانيال ستوكل بن عزرا من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا في باريس، وأحد الباحثين الرئيسيين في المشروع: «نحن نحاول باستمرار تحسين قدرات الآلة على فك رموز النصوص القديمة». لقد حقق المشروع بالفعل تقدماً كبيراً ويمكن أن يفتح الوثائق أمام العديد من الباحثين المختلفين.
كيف تعمل تقنية النسخ بالذكاء الاصطناعي؟
يعمل النظام عن طريق تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على التعرف على الأنماط في النصوص القديمة ونسخها. يتم تغذية النموذج بالصور الرقمية للمخطوطات والنسخ اليدوية الموجودة مسبقاً ليتعلم كيفية ربط الأشكال المكتوبة بالكلمات المقابلة.
كلما زادت البيانات التي يتم تدريب النموذج عليها، زادت دقته. تتم مراجعة النسخ من المخطوطات الأكثر صعوبة من قبل الباحثين للتأكد من دقتها، وهذا يساعد بدوره على تحسين تدريب الذكاء الاصطناعي في حلقة تغذية راجعة مستمرة.
بمجرد نسخ النصوص، يمكن للباحثين الوصول إلى المجموعة بأكملها وتحليلها بسرعة أكبر بكثير. يمكنهم البحث عن أسماء أو كلمات محددة، والإشارة المرجعية بين الوثائق المختلفة، وتجميع الشظايا في وثائق أكمل.
الاكتشافات المحتملة و«فيسبوك العصور الوسطى»
إمكانيات الاكتشاف هائلة. إحدى الوثائق التي نسخها المشروع هي رسالة من القرن السادس عشر باللغة اليديشية من راشيل، أرملة من القدس، إلى ابنها في مصر، مع رده المكتوب في الهوامش يروي جهوده للنجاة من طاعون يجتاح القاهرة. هذه اللمحات الشخصية توفر رؤى لا تقدر بثمن عن الحياة اليومية في تلك الحقبة.
يقول ستوكل بن عزرا: «إمكانيات إعادة البناء، لإنشاء نوع من “فيسبوك العصور الوسطى”، هي أمام أعيننا مباشرة». من خلال ربط الأسماء والأحداث عبر آلاف الوثائق، يمكن للباحثين إعادة بناء الشبكات الاجتماعية والاقتصادية والدينية للمجتمع في ذلك الوقت بتفاصيل غير مسبوقة.
وأضاف أن «إمكانيات الترجمة الحديثة متقدمة بشكل لا يصدق الآن، وربط كل هذا يصبح أكثر جدوى، وأكثر سهولة في الوصول إليه للقارئ العادي وليس العلمي فقط»، مما يفتح هذا الكنز التاريخي لجمهور أوسع.
أسئلة شائعة
1. ما هي جنيزة القاهرة؟
هي أكبر مجموعة في العالم من الوثائق اليهودية التي تعود للعصور الوسطى، وجدت في كنيس بن عزرا في القاهرة، وتضم أكثر من 400 ألف وثيقة تغطي ألف عام من التاريخ.
2. لماذا يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لدراستها؟
بسبب حجم المجموعة الهائل وتنوع اللغات والخطوط اليدوية، فإن النسخ اليدوي بطيء للغاية. الذكاء الاصطناعي يسرع عملية النسخ بشكل كبير، مما يتيح للباحثين تحليل المجموعة بأكملها.
3. ما نوع المعلومات التي يمكن اكتشافها؟
يمكن اكتشاف تفاصيل حول الحياة اليومية، والتجارة، والعلاقات الاجتماعية، والنقاشات الدينية، وحتى إعادة بناء سيرة حياة أفراد عاشوا قبل قرون.