بازينجا

الذكاء الاصطناعي يحل لغز البكتيريا الخارقة في يومين

اكتشاف مذهل: الذكاء الاصطناعي يحل لغز البكتيريا الخارقة في يومين

Written by

Picture of فريقنا

فريقنا

Communications Consultant

ما سر قوة بعض الجراثيم في مقاومة المضادات الحيوية، وكيف كشف الذكاء الاصطناعي خيوط هذا اللغز في وقت قياسي؟

منذ عقود، يخوض العلماء حربًا شرسة ضد ما يُعرف بالبكتيريا الخارقة، وهي سلالات من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية. ويعد فهم آليات مقاومة هذه الجراثيم تحديًا كبيرًا أمام الباحثين، إذ يستغرق الأمر سنوات من البحث والتجارب المخبرية للتوصل إلى الأسباب الكامنة وراء قوة هذه البكتيريا. غير أن طفرة حديثة في استخدام الذكاء الاصطناعي فتحت المجال أمام سرعة هائلة في التحليل والاستنتاج، وهو ما انعكس مؤخرًا في إنجاز علمي مدهش نجح في فك لغز علمي استعصى على الباحثين لعقد كامل، وذلك في غضون يومين فقط.

اكتشاف علمي مذهل

بقي فريق من علماء الأحياء الدقيقة في «إمبريال كوليدج لندن» بقيادة البروفيسور «خوسيه ر. بيناديز» يحاولون فهم سبب مناعة بعض أنواع البكتيريا الخارقة تجاه المضادات الحيوية لأكثر من 10 سنوات. وقد توصلوا في النهاية إلى فرضية مفادها أن هذه الجراثيم يمكنها تكوين «ذيل» فيروسي خاص يسمح لها بالانتقال بين الأنواع المختلفة، كأن تمتلك «مفاتيح» تتيح لها الانتقال من مضيف إلى آخر. واستغرقت عملية إثبات هذه الفرضية عدة سنوات إضافية.

لكن الجديد هنا، هو لجوء الفريق لاستخدام أداة ذكاء اصطناعي قادرة على بناء فرضيات علمية وتحليلها. وبمجرد تزويد هذه الأداة ببعض المعلومات الأولية، اقترحت الفرضية نفسها التي وصل إليها العلماء بعد عقد من الزمان، وذلك خلال يومين فقط، مما شكّل صدمة إيجابية لدى الفريق.

اقرأ أيضًا: ثورة قادمة في البيوت والطرقات: الذكاء الاصطناعي يقترب من قفزته الكبرى

الذكاء الاصطناعي كعالم شريك

وفقًا لتصريحات البروفيسور «بيناديز»، لم تقف قدرة الأداة عند تكرار ما توصل إليه الفريق فحسب، بل اقترحت 4 فرضيات أخرى وجميعها تحمل وجاهة علمية. وما زاد من حماس العلماء هو أن إحدى هذه الفرضيات البديلة لم تخطر ببالهم مطلقًا، ما فتح لهم مسارًا بحثيًا جديدًا يعملون عليه حاليًا.

أكد «بيناديز» أن الأداة لم تكن تمتلك إمكانية الوصول إلى أبحاثه الخاصة، وأنهم تأكدوا من عدم وجود أي اختراق لجهازه أو تسريب للبيانات، ما عزز الثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على التحليل والإبداع بعيدًا عن النتائج المنشورة.

توفير الوقت وتوظيف الجهد

يعترف فريق البحث أن إثبات صحة الفرضية لا يزال يستغرق وقتًا طويلاً، إذ يتطلب إجراء تجارب مخبرية دقيقة. ومع ذلك، فإن تحديد الاتجاه الصحيح للبحث من البداية كان سيختصر سنوات عدة من العمل، وهو ما يسلط الضوء على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في توفير الوقت وتوجيه الجهود البحثية بكفاءة أكبر.

هذا الإنجاز قد يلهم باحثين آخرين في مجالات مختلفة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في طرح الأسئلة الصحيحة، والتعرف على الثغرات المحتملة في فرضياتهم، وصولاً إلى صياغة نماذج بحثية دقيقة تختصر الزمن وتثمر نتائج أقرب للدقة.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي والرياضة: كيف يُحدث ثورة في سباقات النخبة والتدريب

مستقبل البحث العلمي مع الذكاء الاصطناعي

يثير هذا التطور الحديث حول البكتيريا الخارقة تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وكيفية تنظيم استخدامه بحيث لا يؤثر على فرص عمل الباحثين أنفسهم. إلا أن الكثير من الخبراء يرون أن هذه التقنيات ستوفر وقت الباحثين وجهدهم، ليركّزوا على تطوير المعرفة البشرية وإبداع طرق أكثر تقدمًا لمواجهة التحديات الصحية والعلمية. فالذكاء الاصطناعي يمكن النظر إليه بصفته شريكًا علميًا يتكامل مع الجهد البشري، وليس بديلًا عنه.

تُظهر هذه القصة المذهلة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يختصر مسارات بحثية معقدة وطويلة، ويعزز عملية الابتكار في مواجهة تحديات طبية جوهرية مثل البكتيريا الخارقة. ومع تزايد تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، قد نشهد المزيد من الاختراقات العلمية التي تغيّر قواعد اللعبة وتسهم في تحسين الصحة العامة وتحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات البحثية.

شارك هذا الموضوع:

شارك هذا الموضوع:

اترك رد

اترك رد

المنشورات الأخيرة

اكتشاف المزيد من بازينجا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading